أليس العيد فرحة الأطفال وابتسامة الكبار؟! .. أليس العيد محبة وعطاء ؟! فأين نحن من الأيتام والأرامل والفقراء ؟!
قصة حصلت في صباح العيد جعلتني أعيد التفكير في أمور كثيرة
بينما
نحن نجتمع لتناول فطور العيد في بيت أحد الجيران لفت انتباهي طفل لا
يتجاوز عمره خمسة أعوام يرتدي فنيلة وبنطال لم تكن جديدة ولم تكن توحي
بأنها تلبس لأول مرة بل شحوبها يوحي بأنها غسلت أكثر بعناية لتبدو للناظر
بأنها جديدة.
كان يقف مع مجموعة من الأطفال في سنه وكل واحد منهم يمسك
بيده (الألعاب النارية)وكبريت وعندما يشعلون النار في هذه الألعاب يهرولون
فرحين ضاحكين مع صوت الانفجار وكان هو يهرول معهم كلما هرولوا ويعيدون
الكرة مرة أخرى ..وكنت أعلم أن والده قد توفي قبل ستة أشهر ولم يورث لهم
مالاًَ ولا جاهاً بل أثقل كاهل زوجته وإبنيه..... هم الديون ..
فاتجهت
إليه ،أمسكت بيده ثم أخرجت بضع ريالات من جيبي وقلت له اذهب واشترِ بهذه
(ألعاباً نارية) لك فحنا رأسه وبصوت طفولي حزين صفعني بقوله : ( أمي تضربني
إذا أخذت فلوس من أحد )وسحب يده من يدي وسط ذهولي وهرول مع الأطفال على
صوت انفجار الألعاب .
فرفعت رأسي ونظرت للفضاء وكأني ألمح طيف أمه وهي تناديه لتقول له :
عُد بَُني فـــ العيد ليس لنا
عُد بُنَي لنرتدي جديد الحزن معا
عُد إلى حضني واسمع حكاينتا
العيد كان هنا.... حين كان هو العيد لنا
العيد كان لنا.... حين كان هو بيننا
بني ألا تذكر يوم كُنا سويا
كم بشذى ابتسامته أمسى المساء هنيا
وكم بحنانه عِشنا في الزمان بهيا
وكم من حضنه غردت لنا الأفراح مليا
بني ألا تذكر يوم كنا سويا
في ليلة العيد رسمنا من الأحلام قصراً عليّا
وكم ... بالجديد محملاً قد أتانا
فستاني الوردي... وأغلى الهدايا
وردةُ ألجوري ... وأجمل الأعطار.
بدلتك الخضراء ... والطراطيع أنواعا
عُد بني ولا تسل عن فرحة الأعياد
لا تهمس بمسمعي أريد عيدية كما الأكباد
العيد ليس لنا ... العيد لهم ... فلنبق في الأحزان
لا تسل عمن حولنا عن الأقارب عن الجيران
فبعد العزاء نسي بيتنا الأعمام
وأشغل الأبناء عن دارنا الأخوال
عُد بني فــــ العيد ليس لنا
عُد إلي لنرتدي جديد الحزن سويا ..